لندن - شبكة قُدس: قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إن على المجتمع الدولي التحرك من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة خلال الأسابيع المقبلة، مهددا الاحتلال الإسرائيلي بأن الحكومة البريطانية ستتخذ إجراءات جديدة وخطوات مهمة ضد إسرائيل إذا ما استمر الوضع الذي لا يحتمل في قطاع غزة، على حدّ وصفه.
وأضاف لامي في تصريحات له، أن “الوضع في غزة لم يعد مقبولًا. يجب إنهاء المعاناة الإنسانية، وإذا لم يكن هناك تقدم نحو وقف إطلاق نار قريب، فلن يكون أمامنا خيار سوى التحرك واتخاذ إجراءات ملموسة تجاه الحكومة الإسرائيلية”.
ويأتي ذلك، رغم مواقف بريطانيا السابقة الداعمة للاحتلال، فقد قضت المحكمة العليا في بريطانيا نهاية حزيران الماضي، بشرعية قرار الحكومة البريطانية السماح بتصدير مكونات طائرات "إف-35" المقاتلة إلى الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من إقرار الحكومة بإمكانية استخدام هذه الطائرات في ارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة.
ويأتي الحكم في ظل دعوى قانونية قدمتها مؤسسة "الحق" الحقوقية، اعتبرت فيها أن استمرار توريد مكونات هذه الطائرات يشكّل خرقًا لالتزامات بريطانيا بموجب القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف. إلا أن المحكمة رفضت الطعن، معتبرة أن المسألة تقع ضمن صلاحيات السلطة التنفيذية وليست من اختصاص القضاء.
ورغم اعتراف الحكومة البريطانية بأن تقييمًا داخليًا أشار إلى عدم التزام الاحتلال بالقانون الإنساني الدولي في عملياته العسكرية بغزة، فإنها قررت استثناء تراخيص تصدير قطع غيار طائرات "إف-35"، بحجة أن تعليقها قد يُحدث اضطرابًا في البرنامج العالمي لهذه الطائرات ويؤثر على ما سمته "الأمن الدولي".
وفي 20 مارس 2025، أدان وزير الخارجية بشدة العدوان الإسرائيلي بعد انهيار وقف النار، محمّلًا حكومة الاحتلال الإسرائيلية مسؤولية موجة "القتل العشوائي" وتدمير البنية التحتية ووصف الهجوم بأنه يهدد القانون الإنساني الدولي.
وفي 14 مايو، أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط حمّيش فالكونر، خلال إحاطة بالبرلمان، أن منع وصول المساعدات قاس ولا يُبرّر، ودعا إلى رفع الحصار ووقف استخدام المساعدات كذريعة سياسية .
وفي 20 مايو، أوقفت الحكومة البريطانية المفاوضات حول اتفاق حرّية تجارية مع "إسرائيل"، واستدعت السفير، وفرضت عقوبات على مستوطنين غربي الضفة الغربية، معتبرة أن السياسات الإسرائيلية "لا يمكن تبريرها أخلاقيًا"، فيما وصف لامّي الهجوم بأنه "متطرف، خطير، مقرف، وحشي" .